يواصل الوقف العلمي بجامعة الملك عبد العزيز مسيرته النوعية في إطلاق برامج الزمالات المهنية المتخصصة، والتي تهدف إلى تطوير الكفاءات الوطنية ومواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل، وذلك من خلال العمل على إعداد زمالة “المتحدث الرسمي والإعلام المؤسسي”، التي تُعد إحدى المبادرات الرائدة في مجال الإعلام والعلاقات المؤسسية.
وتأتي هذه الزمالة استجابةً للتطور الكبير الذي يشهده قطاع الاتصال والإعلام في المملكة، والحاجة الماسة إلى كوادر مؤهلة تمتلك مهارات التواصل الفعال، والتعامل الاحترافي مع وسائل الإعلام، وإدارة المواقف والأزمات بوعي ومهارة. ويسعى الوقف العلمي من خلال هذا البرنامج إلى إعداد جيل جديد من المتحدثين الرسميين القادرين على تمثيل مؤسساتهم باحترافية ومصداقية، بما يعزز صورة الجهات التي يمثلونها، ويرسّخ مبادئ الشفافية والمسؤولية الإعلامية.
برنامج تدريبي شامل بإشراف خبراء إعلاميين
تُعد زمالة المتحدث الرسمي من البرامج النوعية التي تجمع بين الجانب الأكاديمي التطبيقي والتدريب العملي المكثف، حيث صُممت بإشراف نخبة من الخبراء في مجالات الإعلام والاتصال المؤسسي، ومن خلال شراكات استراتيجية مع جهات إعلامية محلية ودولية. ويغطي البرنامج مجموعة واسعة من المحاور، من أبرزها:
-
مهارات إعداد الرسائل الإعلامية وبناء التصريحات الرسمية.
-
آليات التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة (المرئية، والمسموعة، والرقمية).
-
إدارة الأزمات الإعلامية والتواصل الفعّال أثناء الطوارئ.
-
فن الإلقاء والتحدث أمام الجمهور بلغة مهنية مؤثرة.
-
تطوير الهوية الاتصالية للمؤسسات الحكومية والخاصة.
-
إدارة العلاقات مع وسائل الإعلام وتقييم أثر الحملات الاتصالية.
كما يتضمن البرنامج ورش عمل تطبيقية تتيح للمشاركين خوض تجارب محاكاة حقيقية للمواقف الإعلامية، بما في ذلك عقد المؤتمرات الصحفية وإجراء المقابلات التلفزيونية والتعامل مع الأسئلة المختلفة.
تأهيل قيادات إعلامية وطنية مؤثرة
تهدف زمالة المتحدث الرسمي إلى تأهيل قيادات إعلامية وطنية تمتلك من المهارات والخبرة ما يؤهلها لقيادة دفة التواصل داخل المؤسسات الحكومية والخاصة. ففي عصر تتسارع فيه الأخبار وتتنوع فيه المنصات، أصبحت وظيفة المتحدث الرسمي من الركائز الحيوية لأي جهة تسعى إلى بناء صورة ذهنية إيجابية لدى جمهورها.
ومن خلال البرنامج، سيُمنح المشاركون فرصة فريدة للتعلم من تجارب إعلاميين بارزين ومسؤولين رسميين لهم باع طويل في التعامل مع الإعلام المحلي والدولي. كما سيتعرف المتدربون على أفضل الممارسات العالمية في الاتصال المؤسسي، إلى جانب التدريب على صياغة الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور باحترافية عالية.
ويسعى الوقف العلمي من خلال هذا البرنامج إلى أن تكون زمالة المتحدث الرسمي منصة لتخريج متحدثين يمتلكون القدرة على التعبير الواضح، والإقناع، والتعامل المتزن مع المواقف الإعلامية الحرجة، بما يرفع من مستوى الأداء الاتصالي للمؤسسات الوطنية.
دمج التكنولوجيا في التدريب الإعلامي الحديث
تماشيًا مع توجهات التحول الرقمي في المملكة، سيشهد البرنامج استخدامًا موسعًا لأحدث أدوات التقنيات الإعلامية والتطبيقات الذكية، مثل تقنيات تحليل التفاعل الجماهيري وقياس أثر الرسائل الإعلامية عبر المنصات الرقمية. كما سيتم تدريب المتدربين على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل توجهات الرأي العام، واستخراج الأنماط الاتصالية الأكثر تأثيرًا في الجمهور.
هذه الخطوة تجعل من زمالة المتحدث الرسمي تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث، وتُمكّن المتدربين من التعامل بكفاءة مع الواقع الإعلامي الجديد الذي أصبح يعتمد على السرعة، والدقة، والقدرة على إيصال الرسالة بوضوح عبر قنوات متعددة.
شراكات استراتيجية لتطوير المحتوى العلمي والتطبيقي
في إطار تعزيز جودة البرنامج وضمان توافقه مع المعايير العالمية، يعمل الوقف العلمي على بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات إعلامية وهيئات متخصصة في التدريب الصحفي والاتصالي، داخل المملكة وخارجها. ومن بين الجهات المستهدفة للتعاون: مراكز التدريب الإعلامي، والمؤسسات الأكاديمية الرائدة، والقنوات الإخبارية الكبرى التي ستوفر فرص تدريب ميداني حقيقي للمشاركين.
كما سيتضمن البرنامج مشاريع تخرج تطبيقية، يقدّم خلالها المتدربون حلولًا اتصالية مبتكرة لمواقف إعلامية افتراضية، تُقيّم من قبل لجنة من الخبراء لضمان جودة المخرجات التدريبية. وتسعى هذه المبادرة إلى أن تكون زمالة المتحدث الرسمي نموذجًا رائدًا للتكامل بين المعرفة النظرية والخبرة العملية، وأن تسهم في بناء بيئة إعلامية احترافية تدعم رؤية المملكة 2030 في تمكين الكفاءات الوطنية.
أهمية بناء المتحدث الرسمي للمؤسسة
إن وجود متحدث رسمي محترف هو عنصر أساسي في أي مؤسسة، سواء كانت حكومية أو خاصة، وذلك لأن المتحدث الرسمي هو المسؤول عن نقل رسائل المؤسسة إلى الجمهور والرد على استفسارات الإعلام بشكل يضمن الحفاظ على المصداقية والثقة في المؤسسة. لذلك، يهدف هذا البرنامج إلى تطوير مهارات المتحدث الرسمي في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، والتفاعل مع المواقف الإعلامية الصعبة، وإيصال الرسائل بطريقة واضحة واحترافية.
إضافة إلى ذلك، سيسهم المتحدث الرسمي الذي يتم تأهيله من خلال هذه الزمالة في تعزيز سمعة المؤسسة، وبناء علاقة قوية مع وسائل الإعلام، وتعزيز الشفافية في التعامل مع الجمهور. كما أنه سيكون قادرًا على إدارة الأزمات الإعلامية بفعالية، مما يضمن الحفاظ على صورة المؤسسة في أوقات الأزمات.
دعم رؤية المملكة 2030 في تطوير الاتصال المؤسسي
يتقاطع هذا البرنامج مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي أكدت على أهمية تطوير منظومة الاتصال الحكومي والمؤسسي كجزء من التحول الوطني في بناء مؤسسات فعالة تتفاعل بشفافية مع المجتمع. إذ تسعى الزمالة إلى:
-
تعزيز قدرات المتحدثين الرسميين في الجهات الحكومية والخاصة.
-
نشر ثقافة التواصل الفعّال وإدارة السمعة المؤسسية.
-
ترسيخ قيم المصداقية والاحتراف في الرسائل الإعلامية.
-
دعم الجهات في تبني أفضل الممارسات العالمية في التواصل مع الجمهور.
ومن خلال هذه الرؤية، سيكون للزمالة دور جوهري في رفع كفاءة منظومة الاتصال الوطني، وبناء قاعدة من المتحدثين الرسميين القادرين على التعامل مع المشهد الإعلامي المحلي والعالمي بثقة ومهارة.
الزمالة ضمن منظومة برامج الوقف العلمي
تأتي زمالة المتحدث الرسمي ضمن سلسلة من الزمالات المهنية التي يعمل الوقف العلمي على تطويرها في مجالات متعددة مثل:
-
زمالة الذكاء الاصطناعي.
-
زمالة التسويق الرقمي.
-
زمالة الموارد البشرية.
-
زمالة الإدارة اللوجستية وسلاسل الإمداد.
-
زمالة الأمن والسلامة المهنية.
وتهدف هذه البرامج إلى تقديم تجربة مهنية متكاملة تتيح للمشاركين صقل مهاراتهم وتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل، من خلال بيئة تدريبية تفاعلية تحاكي الواقع العملي وتوفر إشرافًا مباشرًا من خبراء متخصصين في مجالاتهم.
دعوة للمشاركة في الزمالة
يدعو الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز جميع المهتمين بتطوير مهاراتهم الإعلامية والانضمام إلى هذا البرنامج الرائد إلى التسجيل في زمالة المتحدث الرسمي والإعلام المؤسسي عبر المنصة الرسمية. يتيح هذا البرنامج للمشاركين فرصة الاستفادة من التعلم المدمج والحصول على شهادة معتمدة دوليًا تؤهلهم لتولي مناصب إعلامية رفيعة في المؤسسات الحكومية والخاصة.
لتفاصيل أكثر حول كيفية التسجيل، يرجى زيارة المنصة الرسمية للزمالة ومتابعة أحدث المعلومات المتعلقة بالتسجيل ومواعيد بدء الدورات التدريبية.
في الختام، يؤكد الوقف العلمي بجامعة الملك عبد العزيز أن إعداد زمالة “المتحدث الرسمي والإعلام المؤسسي” يمثل خطوة استراتيجية في دعم منظومة الاتصال المؤسسي بالمملكة، وتعزيز القدرات الوطنية في التعامل مع الإعلام بمهنية وشفافية. وأوضح أن البرنامج يأتي استكمالًا لجهوده في إطلاق زمالات مهنية نوعية تسهم في بناء الكفاءات، ورفع مستوى الممارسة المهنية، وتحقيق التكامل بين التعليم الأكاديمي والواقع العملي.
وأضاف أن زمالة المتحدث الرسمي ستكون منصة لتخريج قادة إعلاميين محترفين قادرين على التعبير عن مؤسساتهم بلغة مسؤولة، تمثل قيم الوطن، وتدعم رسالته التنموية والإعلامية. واختتم الوقف العلمي بالتأكيد على أن هذه الزمالة ستُسهم في بناء صورة وطنية احترافية تعكس تطور مؤسسات المملكة، وتدعم مسيرة التحول الإعلامي والمهني الذي يشهده الوطن في ظل رؤية 2030.











